بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم إخواني أخواتي و عمتم بألف خير و عمت معكم السعادة و الفرحة و البهجة و البركة
الإنسان المسلم في تحليلينا لشخصيته بصفة شاملة سنجده دائما في حالة إنتفاض و في حالة إنتثار ، ربما يتسأل البعض كيف ذلك ؟
يعني تجد داخل أعماقه الخيالية الروحية النفسية الحسية و المعنوية حالة كبيرة جدا من التنافض و التنافر ، و هذا طبعا حسب الواقع
و ليس بتحليلنا هذا و قصدنا المسلمين الأكفاء مثل السلف رضوان الله عليهم جميعا ، و لذلك القصد ليس على سبيل التعميم
بل هو على حسب مقياس الحصر و التحديد
يتمثل هذا الإنتفاض الداخلي للإنسان المسلم في الواقع المحصور المقصود بمقاس الحصر و التحديد في عدة أمور تتعلق
بالحياة الدنيا و كذلك باليوم الحق ، أو بالأحرى تتعلق بالوجود أصلا
ربما يتسأل بعضكم ما معنى ذلك ؟ و كيف ذلك ؟ ، الأمر واضح و وضوحه يقترن مع سطوع ضوء الشمس
على سبيل المثال ، الإنتفاضة النفسية الروحية داخل مخيلة الإنسان
- الصراع بين الصلاة و بين الزنة أو العادة السرية
- الصراع بين التنضيم و بين الفوضى
- الصراع بين الحق وبين الباطل
- الصراع بين قول العدل وبين الإنحياز
- الصراع بين العادة السيئة وبين العادة الحسنة
- الصراع بين الإدمان وبين الإمتناع
- الصراع بين الغضب وبين الهدوء
- الصراع بين النجاح و بين الفشل
- الصراع بين التقوى و بين إتباع الهوى
- الصراع بين الصراع و بين عدم الصراع
و مجمل هذه الصراعات و الإنتفاضات تعيش رغم أنوفنا في فضائنا الداخلي ، و هذا لأن طبيعة الإنسان أنه خطاء
و لكن هو أيضا تواب و لذلك هو دائما يحاول و يحاول محاربة الشياطين و أوامر النفس
و هذه المحاربة تعتبر صراع داخلي و خارجي تتربع على عروق و عضام الإنسان البشري
و المعلوم أن الروح تتصف بالذيق عندما تصبح نفس المرء غارقة في وحول الشهوات
و النفس أيضا تذايق المرء عندما يصبح تائبا و متقيا و مصليا و مواضبا
و لذلك الفيصل هنا هو الإيمان الأقوى و الإرادة الأشمل
و في نهاية هذا الموضوع النقاشي ، نعتبر أن قصدنا هذا يرتبط بالواقع الأن
و هو لا يقصد الكل بل يقصد الحصر
و أمل أن نتناقش في ساحة نقاشية حارة و جادة و تتوجه إلى البناء لا إلى الهدم
لكم ساحة نقاشية حرة و شكرا لكم و سلام
______________________
_________________